هل تعرف أضرار الوجبات السريعة والأكل العشوائي ؟

غالبا ما يعزى تناول الوجبات الخفيفة أو الأكل بشكل عشوائي إلى مشاكل واضطرابات سلوكية ، تدفع الإنسان إلى استهلاك الطعام ليس بدافع الجوع وإنما لرغبة مفاجئة وآسرة يصعب مقاومتها ، ليفقد الشخص ـ تدريجيا ـ من جراء ذلك ، الشعور بالشبع كلما غاص أكثر في غياهب هذه الحلقة المفرغة.

نصائح لتجنب هذه العادات الغذائية السيئة

ويبقى التوتر (الضغط النفسي) ، والتعب ، والشراهة ، والحاجة إلى الشعور بالراحة … إلخ ، من أسباب الجوع الدائم والأكل المستمر خارج الوجبات الرئيسية ، وهي العادة المضرة بالصحة والمساعدة على زيادة الوزن ، حيث تساهم الأطعمة الحلوة والدهنية التي يتم تناولها خارج الوجبات الثلاث بتوفير 484 سعرة حرارية / يوم ـ في المتوسط ـ بالنسبة للأشخاص المعتادين على هذه الطريقة غير المقننة في الأكل ، أما نصيب الأفراد العرضيين وغير المداومين على هذا النمط الغذائي ، فهو بحدود 273 سعرة حرارية / يوم

ومن خلال تناول الطعام خارج الوجبات الرئيسية (السناكات ، الأكل العشوائي) ، يتم مضاعفة استهلاك السعرات الحرارية ، ليقوم الجسم بتحويل الطاقة الزائدة بسرعة إلى كتلة دهنية ، وهو ما يكرس مشاكل صحية عديدة من قبيل : السمنة واضطرابات الاستقلاب ، ناهيك عن تعزيز مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول وغيرها ، في حال مداومة الإنسان على تناول هذه الوجبات الخفيفة لسنوات طويلة

ويؤثر تناول الطعام (كيفما كان نوعه) في ارتفاع هرمون الإنسولين ومن ثم هبوط السكر (انخفاض مستوى الغلوكوز في الدم) وبالتالي يتجدد الشعور بالجوع مرة أخرى بعد مرور ساعة ونصف من أخذ آخر وجبة ، وهو ما يجعل الأكل ـ في حقيقة الأمر ـ سببا ومحفزا للجوع

ويفضي الأكل العشوائي مع مرور الوقت إلى مقاومة الإنسولين (خلل في تخفيض مستوى السكر في الدم) ، وهي الحالة التي تصبح فيها خلايا الجسم أقل حساسية لهذا الهرمون ، فعندما تصبح خلايا الكبد والعضلات والدهون مقاومة للإنسولين ، تقل نسبة دخول الجلوكوز إلى هذه الأنسجة فيبقى في الدم ، وهو ما يجعل هذه الخلايا محرومة من الطاقة الكافية حتى تؤدي وظيفتها بصورة صحيحة

ولمقاومة الإنسولين أعراض عديدة لعل أبرزها : الشعور بالتعب بعد الأكل ، ارتفاع مستوى سكر الدم ، البوال (تعدد البيلات) ، النهام ، صعوبة في التركيز وضعف القوة العقلية ، ارتفاع ضغط الدم ، تراكم الدهون حول البطن ، الإدمان على أكل الحلويات ، ضعف الرؤية …إلخ

ماذا يحدث في الجسم عند تناول الأكل العشوائي خارج الوجبات الرئيسية ؟

وتكمن خطورة هذا النمط الاستهلاكي غير المضبوط في تأثيره على عمل البنكرياس بسبب الإفراط في تناول السكر (الشوكولاتة ـ الحلويات الغنية بالكريمة ـ البسكويت والمقرمشات … إلخ) ، فعوض محاربته لارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم ، يضطر البنكرياس إلى إنتاج المزيد من الإنسولين

وكما هو معلوم فإن ارتفاع الإنسولين في الدم مسؤول عن إبطاء عمل الكبد ومنعه من توفير الطاقة بانتظام بين وجبتين (وهو ما يسبب الإرهاق) ، كما أن فرط الإنسولينية تعتبر عاملا مؤثرا في عملية تخزين الدهون في الجسم وبالتالي عدم استخدامها كمصدر للطاقة

ويرتبط اضطراب وظيفة البنكرياس والكبد بمضاعفات صحية خطيرة مثل متلازمة التمثيل الغذائي ، المسؤولة بدورها عن اختلالات وأسقام كثيرة نذكر منها : أمراض القلب ، والأوعية الدموية ، والسكتة الدماغية ، ومرض السكري من النوع الثاني ، وفرط شحميات الدم (الكوليسترول والدهون الثلاثية.)

وينصح عند استهلاك أي منتج حلو أثناء الوجبات الخفيفة بعدم تناوله مفردا وإضافة طعام آخر مصاحب له (تفاح ، كمثرى ، ألبان) ، وذلك لتفادي توليد نسبة عالية من السكر في الدم ، والذي ينتج عنه إفراز قوي للإنسولين مما يؤدي إلى نتيجتين :

* بروز نقص سكر الدم التفاعلي (هبوط سكر الدم بعد الأكل) المسؤول عن الشعور بالجوع من جديد والحاجة إلى تناول السكر مرة أخرى بعد ساعتين فقط من تناول السناك

* الزيادة في تحويل الجلوكوز إلى أحماض دهنية ثم إلى الدهون الثلاثية المخزنة في الأنسجة الدهنية (تكون الشحم أو تحويل السكريات إلى دهون) 

نصائح تساعدك على تجنب تناول الوجبات الخفيفة

عدم تناول وجبة الإفطار إلا في حالة الشعور بالجوع .

التوقف عن شراء الأطعمة الضارة وغير الصحية (الوجبات السريعة) وعدم جلبها للمنزل.

محاربة الخمول بممارسة التمارين الرياضية وشغل أوقات الفراغ بهوايات مفيدة.

شرب كوب ماء.

يسمح لك شرب كوب ماء قبيل تناول الوجبة الرئيسية بالشعور بالشبع بشكل أسرع

مضغ العلكة.

اختر علكة خالية من السكر : مضغ العلكة طريقة ذكية لخداع وإيهام الدماغ أنه يتناول طعاما حلوا وبالتالي أنت تجعله يشعر بالشبع .

الفواكه المجففة

تنظم الفواكه المجففة والسكريات البطيئة بشكل عام مستوى السكر في الدم ، وهذا ما يقلل من ارتفاع هرمون الإنسولين ، وبالتالي إضعاف الرغبة في تناول وجبة خفيفة.

الخضروات

إضافة إلى انخفاض سعراتها الحرارية ، تتميز الخضروات بخاصية قطع الشهية وإبطال الشعور بالجوع.

الماء الدافئ مع الليمون

بالإضافة إلى أنه مثبط قوي للجوع وقطع الشهية وبالتالي محاربة الأكل العشوائي ، يساعد شرب الماء الدافئ مع الليمون على معدة فارغة على تعزيز وإزالة السموم من الكبد.

دمتم بصحة و خير و شباب دائم.

مع تحيات الصيدلي زياد مصري

تابعوا صفحتنا على الفيس بوك لمعرفة كل جديد:

صفحة حيوية على الفيس بوك